قال عمر الورّاق: رأیتُ کلثوم بن عمرو العتّابی الشاعر یأکل خبزاً على الطریق بباب الشام. فقلت له: ویحک! أما تستحی من الناس؟ فقال: أرأیت لو کنا فی مکان فیه بقر، أکنت تحتشم أن تأکل والبقر یراک؟ فقلت: لا. فقال: فاصبر حتى أریکَ أن هؤلاء الناس بقر. ثم قام فوعظ وقصّ ودعا حتى کثر الزحام علیه، فقال لهم: رُوی لنا من غیر وجه أنه من بَلَغَ لسانُه أرنبةَ أنفه لم یدخل النار! فما بقى أحد منهم إلا أخرج لسانه نحو أرنبة أنفه لیرى هل یبلغها أولاً. فلما تفرقوا قال لی العتابی: ألم أخبرک أنهم بقر؟ من کتاب "فوات الوفیات" لابن شاکر الکتبی.