مقدمة الموقع/محتوی ثابت

اهلاً وسهلاً ومرحبا فیکم زوارنا الکرام فی موقعکم (قصص عربیه) هذا المحتوی ثابت یمکنکم مشاهدة المحتویات الاخره لتطویر هذا الموقع نستقبل تعلیقاتکم او اقتراحاتکم بکل فخر واعتزاز وکذالک یسعدنا ان ترسلو قصصکم حتی ننشرها بسمکم یرجی ارسال قصصکم عبر البردیدالاکترونی الظاهر:gesassuport@gmail.com نتمنا لکم اوقات ممتعه مع جزیل الشکروالامتنان


رابط قصص عربیه فی الفیسبوک:https://www.facebook.com/gesassuport

وفاء العرب البدو (قصة قصیرة)

 

 

آمنه موسوی*

 

کان الشیخ محمد یتنزّه، متجوّلاَ فی الصحراء،وعند عودته، عطش جواده، فأراد أن یسقیه، باحثاَ عن الماء. رأی من مسافة بعیدة، غدیراَ کبیراَ، ولکن حوله حشد من النساء، لهذا بقی مرتقباَ لتنتهی النساء من الغدیر، فی هذه الأثناء أقبلت امرأة نحوه، وطلبت منه أن تأخذ بزمام الخیل لارتواءه، بدلا عنه؛ قبِل ذلک، وهو یرقبها کیف تهتمّ بالجواد بعنایة فائقة و تعرف مسایسة الخیل، فعلم أنها من بیت أصیل، فوقع فی حبّها دون إرادته. حین انتهت من عملها وغادرت المکان، تبعها الشیخ خفیة لیعلم موضعها. کانت من البدو تعیش فی الصحراء والخیم، فقال الشیخ فی قرارة نفسه: علمت أنها من البدو، أخشى أن تعلم بمتابعتی، سأعود الآن إلى البیت وآتی غداَ لخطبتها.

فی الیوم التالی، جاء الشیخ لیخطب المرأة من أهلها ولکنه وجد الکثیر من الخیم متناثرة فی الصحراء، فصعب علیه الأمر ولم یعثر علیها، فتألم الشیخ کثیرا ولام نفسه لمَ لم یتبعها یوم أمس حتى البیت، عاد أدراجه إلى أهله وقال لهم ولعشیرته: أنا ذاهب فی مهمة لعدة أیام وإن تأخرت فلا تنتظرونی، فکل ما حاول الأهل معرفة ما ینوی إلیه فلم یتمکّنوا من ذلک.

رکب جواده الشیخ و سلک طریقه نحو المرأة، مضت أیام ولیال و الشیخ یبحث عنها، و فی یوم من الأیام  رأى امرأة واقفة قرب تنور وهی تخبز، هفا قلبه نحوها، علم هی التی یبحث عنها. دنا إلیها وسلّم، فردّت له السلام و قالت: یا شیخ تفضل داخل الخیمة. طاع أمرها ودخل الخیمة فوجد نفسه وحیدا، فجلس ورأى الضوء کیف ینسکب على وجهه من ثقوب الخیمة. حینئذ أحضرت له الخبز و الطعام، فأکرمته بفائق الإکرام، إلى أن جاء أحد الرجال من أهل المرأة، فدخل على الشیخ ورحب به أیّ ترحیب، و هکذا ضیّفوا الشیخ عندهم ثلاثه أیام، إلى أن طفق الرجل البدوی موجهاَ کلامه للشیخ: یا شیخ! من عاداتنا لا نسأل الضیف عن حاجته إلا بعد مرور ثلاثة الأیام. وها نحن مستعدون أن نخدمک بما تطلبه على قدر وسعنا ونلبیه لک بإذن الله. قال الشیخ: الحقیقة أنا جئت لأطلب ید أختک. فقال الرجل البدوی: أبشر، أنت ضیف کریم ولا یغلى علیک أی طلب. خرج الرجل البدوی من الخیمة وطلب من المرأة أن ترافق الشیخ کزوجة له، لأنه زارهم للخطوبة. رافقت المرأة الشیخ، وفی منتصف الطریق أجهشت المراة بالبکاء والنحیب، فسألها الشیخ عن سبب البکاء، قالت له: لقد ترکت ولدی فی المهد ورافقتک. اندهش بغتة الشیخ واعترته رعشة هزّت کیانه لفرط الدهشة وقال مستغرباَ متسائلا معاَ: هل أنت متزوجة؟ هزّت رأسها علامة الإیجاب وهی تمسح دموعها بالنقاب. قال لها: لمَ لم تخبرینی قبل هذا؟ سکتت المرأة و لم تتفوّه بکلمة، ما إن سمع کلام المرأة حتى رجع بها صوب خیمة الرجل البدوی وقال له: لماذا لم تقل بأنها زوجتک؟ ردّ علیه الرجل البدوی: نحن العرب لا نعزّ علی ضیفنا شیئا حتی لو کانت الزوجة. تذمَر الشیخ من هذا الموقف وطلب الإعتذار بسبب تسرّعه و قال لهم: فأنا شیخ معروف فی عشیرتی، أرجو أن تزورونی ولستم فی حلّ إذا أحتجتم إلى شیء ولم تمروا صوبی، سأکون فی خدمتکم.

مرّ زمن، فتزوج الشیخ و رزقه الله خمس بنات و حضى الرجل البدوی بأربعة أولاد، إلى أن تدهور الوضع المعیشی بالنسبة للرجل البدوی فماتت الأغنام و أصبح فقیراَ لا یملک شیئا، فتذکَرت المرأة قول الشیخ، حین قال لهم لستم فی حلّ إذا احتجتم شیئا ولم تمرّوا علیّ. فطلبت من زوجها الإستعانة به، فقبل ذلک و ذهبوا إلی عشیرة الشیخ. حین رآهم الشیخ، فرح کثیرا و رحب بهم و قال لهم: ابشروا ما حاجتکم؟ قال له الرجل البدوی: لقد ماتت أغنامی و أمسیت لا أملک لعیش الکفاف، قال لهم الشیخ سأعطیکم من الإبل و الأغنام و الأبقار ما یزیدکم ویکفیکم و ستبقون فی جواری. فسکنوا قرب الشیخ و کانوا سعداء. مضت سنتان وهم یسکنون معاَ فی الجوار. لکن فی یوم من الأیام کان شیخ العشیرة و البدوی، یلعبان، فلما وضع الشیخ اللعبة علی الأرض قال لصاحبه البدوی: ترحلون من هنا  أم نحن الراحلون؟ فلما انتهى اللعب، رجع البدوی إلی بیته و أخبر امراته بالقصة وقال بأنه غیر متأکد من طلب الشیخ، هل کان یمزح أم کان جاداَ. قالت له نحن من یذهب صباحا من هنا، فإذا الشیخ یرید بقاءنا فیسألنا عن سبب مغادرتنا المکان وإن لم یسأل فهو راض بالرحیل.

أفاقوا صباحا و هموا بالرحیل، ولم یسألهم من الناس أحدا وهم یشدون الرحال، أخذوا یبتعدون عن قریة الشیخ وسع ستة فراسخ.

الرجل البدوی نادی ابنه الکبیر و قال له: یا ولدی! هل أزعجت الشیخ بشیء ما؟ فقال ابنه الکبیر: لا یا أبی و کیف لی بأن أزعجه. من ثمّ انتقل إلى الثانی، فسأل منه نفس السؤال فردّ علیه: لا یا أبی لم أزعج الشیخ بشیء. الولد الثالث کذلک إلى أن وصل للصغیر ففوجئ حین سمع منه هذا الکلام: لو بقینا لیلة واحدة أکثر لتزوّجت مع إحدى بنات الشیخ.

فأستلّ البدوی سیفه من غمده وضرب رقبة ولده، فأخذ بالرأس إلی قارعة الطریق منتظراَ، حتى رأی مسافراَ یسلک طریقه نحو بیت الشیخ محمد، فقال للمسافر: أذا مررت فی مضارب الشیخ محمد فسلّمه هذه الأمانة. فلما وصل المسافر قریبا من الخیم، قال الشیخ لأصحابه: هل تعرفون ما تلک بید المسافر؟ ردّوا بالنفی قائلین: وما أدرانا. قال: إن فی الصرّة رأس ابن البدوی. (هذه هی قصة وفاء العرب).

 

  المصدر: بروال

*طالبة فی الفصل الثالث،جامعة عبدالخان

قصص عربیة حکیمة

قصص عربیة حکیمة
العتابـی والبقـرقال عمر الورّاق:‏ ‏رأیتُ کلثوم بن عمرو العتّابی الشاعر یأکل خبزاً على الطریق بباب الشام. فقلت له:‏ ویحک! أما تستحی من الناس؟‏ ‏ فقال:‏ ‏ أرأیت لو کنا فی مکان فیه بقر، أکنت تحتشم أن تأکل والبقر یراک؟‏ ‏ فقلت: لا.‏ ‏ فقال:‏ ‏ فاصبر حتى أریکَ أن هؤلاء الناس بقر.‏ ثم قام فوعظ وقصّ ودعا حتى کثر الزحام علیه، فقال لهم:‏ ‏ رُوی لنا من غیر وجه أنه من بَلَغَ لسانُه أرنبةَ أنفه لم یدخل النار!‏ ‏ فما بقى أحد منهم إلا أخرج لسانه نحو أرنبة أنفه لیرى هل یبلغها أولاً. فلما تفرقوا قال لی العتابی:‏ ‏ ألم أخبرک أنهم بقر؟‏ من کتاب "فوات الوفیات" لابن شاکر الکتبی.

الصـوم والحـر

کان الحجاج بن یوسف الثقفی، على ما به من صلف وتجبر وحب لسفک الدماء، جواداً کریماً، لا تخلو موائده کل یوم من الآکلین، وکان یرسل إلى مستطعمیه الرسل، ولما شق علیه ذلک، قال لهم: رسولی إلیکم الشمس إذا طلعت، فاحضروا للفطور، وإذا غربت، فاحضروا للعشاء.‏ ‏ وحدث أن خرج یوماً للصید، وکان معه أعوانه وحاشیته، ولما حضر غداؤه، قال لأصحابه، التمسوا من یأکل معنا، فتفرقوا کل إلى جهة، فلم یجدوا إلا أعرابیاً، فأتوا به، فقال له الحجاج: هلم یا أعرابی فَکُلْ، قال الأعرابی: لقد دعانی من هو أکرم منک فأجبته، قال الحجاج: ومن هو؟ قال الأعرابی: الله سبحانه وتعالى، دعانی إلى الصوم فأنا صائم.‏ ‏ قال الحجاج: صوم فی مثل هذا الیوم على حره؟ قال الأعرابی: صمتُ لیوم هو أحرُّ منه، قال الحجاج: فأفطر الیوم وصم غداً، فقال الأعرابی: أَوَیضمن لی الأمیر أن أعیش إلى غد؟ قال الحجاج: لیس لی إلى ذلک سبیل. قال الأعرابی: فکیف تطلب منی عاجلاً بآجل لیس إلیه سبیل؟‏ ‏ قال الحجاج: إنه طعام طیب. قال الأعرابی: والله ما طیَّبه خبازک ولا طباخک، ولکن طیبته العافیة.‏ ‏ قال الحجاج: أبعدوه عنی.

الشــمعة

وفد على الخلیفة عمر بن عبد العزیز رسولٌ من بعض الآفاق. فلما دخل دعا عمرُ بشمعة غلیظة فأُوقدت. وکان الوقت لیلاً. وجعل عمر یسأله عن حال أهل البلد، وکیف سیرة العامل، وکیف الأسعار، وکیف أبناء المهاجرین والأنصار، وأبناء السبیل والفقراء، فأنبأه الرسول بجمیع ما عَلِمَ من أمر تلک المملکة. فلما فَرَغَ عمر من مسألته، قال الرسول له: ‏ ‏ یا أمیر المؤمنین کیف حالُک فی نفسک وبَدَنک، وکیف عیالک؟ ‏ ‏ فنفخ عمر الشمعة فأطفأها، وقال: ‏‏ یا غلام، عَلَیّ بسراج. فأتى بفتیلة لا تکاد تضیء فعجب الرسول لإطفائه الشمعة وقال: ‏ ‏ یا أمیر المؤمنین، فعلتَ أمرًا حیّرنی. ‏ ‏ قال: وما هو؟ ‏ ‏ قال: إطفاؤک الشمعة عند مسألتی إیاک عن حالک؟ ‏ ‏ قال: الشمعة التی أطفأتُها هی من مال الله ومال المسلمین، وکنت أسألک عن أمرهم وحوائجهم وهی موقدة، فلما صرتَ لشأنی وأمر عیالی أطفأتُ نار المسلمین! ‏ من کتاب "سیرة عمر بن عبد العزیز" لعبد الله بن عبد الحکم.

وملک الروم

کان الشعبی، ندیم الخلیفة عبد الملک بن مروان، کوفیا تابعیا جلیل القدر، وافر العلم.‏ ‏ حکى الشعبیّ قال: ‏ ‏ أنفذنی عبد الملک بن مروان إلى ملک الروم. فلما وصلتُ إلیه جعل لا یسألنی عن شیء إلا أجبته. وکانت الرسل لا تُطیل الإقامة عنده، غیر أنه استبقانی أیاماً کثیرة، حتى استحثثتُ خروجی. فلما أردت الانصراف قال لی:‏ ‏ من أهل بیت الخلیفة أنت؟‏ ‏ قلت: لا، ولکنی رجل من عامة العرب.‏ ‏ فهمس لأصحابه بشیء، فدُفعتْ إلیّ رقعة، وقال لی:‏ ‏ إذا أدّیتَ الرسائل إلى الخلیفة فأوصلْ إلیه هذه الرقعة.‏ ‏ فأدیت الرسائل عند وصولی إلى عبد الملک، ونسیت الرقعة. فلما خرجت من قصره تذکّرتها، فرجعتُ فأوصلتُها إلیه. فلما قرأها قال لی:‏ ‏ أقال لک شیئاً قبل أن یدفعها إلیک؟‏ ‏ قلت: نعم، قال لی: من أهل بیت الخلیفة أنت؟ قلت لا، ولکنی رجل من عامة العرب.‏ ‏ ثم خرجت من عند عبد الملک، فلما بلغتُ الباب ردّنی، فلما مثلت بین یدیه قال لی: أتدری ما فی الرقعة؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قال: اقرأها.‏ ‏ فقرأتها، فإذا فیها:‏ ‏ "عجبتُ من قوم فیهم مثل هذا کیف ملّکوا غیرَه!"‏ ‏ فقلت له:‏ ‏ والله لو علمتُ ما فیها ما حَمَلتُها، وإنما قال هذا لأنه لم یَرَک.‏ ‏ قال عبد الملک: ‏ ‏ أفتدری لم کتبها؟‏ ‏ قلت: لا.‏ ‏ قال: حسدنی علیک، وأراد أن یُغرینی بقتلک.‏ ‏ فلما بلغت القصة مسامع ملک الروم قال:‏ ‏ ما أردت إلا ما قال! ‏ من کتاب "وفیات الأعیان" لابن خلکان.

المتهاویــة

قال عبد الملک بن عمیر:‏ ‏ کنت عند عبد الملک بن مروان بقصر الکوفة حین جیء برأس مـُصعب بن الزبیر فوُضع بین یدیه. رآنی قد ارتعت فقال لی:‏ ‏ مالک؟‏ ‏ فقلت:‏ ‏ أعیذک بالله یا أمیر المؤمنین، کنتُ بهذا القصر بهذا الموضع مع عبید الله بن زیاد فرأیتُ رأس الحسین بن علی بن أبی طالب بین یدیه، ثم کنت فی هذا المکان مع المختار بن أبی عبید الثقفی فرأیت رأس عبید الله بن زیاد بین یدیه، ثم کنت فیه مع مصعب بن الزبیر فرأیت رأس المختار فیه بین یدیه، ثم هذا رأس مصعب بن الزبیر بین یدیک!‏ ‏ فقام عبد الملک من موضعه، وأمر بهدم ذلک المکان الذی کنا فیه. ‏ من کتاب "شرح لامیة المعجم" للصفدی.
الشـَّحـّاذجلس أحمد بن طولون یومـاً فی بعض بساتینه، وأحضر الطعام ومن یؤاکله من خاصته. فرأى من بعید سائلاً فی ثوب خـَلـَق، وحال سیئة، وهو جالس یتأمل البستان ومن فیه. فأخذ ابن طولون رغیفـاً، فجعل علیه دجاجة وشواء لحم وقطع فالوذج کبیرة، وغطـّاه برغیف آخر، ودفعه إلى بعض غلمانه وقال له:‏ ‏ امض إلى هذا السائل فسلـّمه إیاه.‏ ‏ وأقبل یراقب الغلامَ فی تسلیمه الرغیف وما یکون من الرجل. فلم یزل یتأمل السائل ساعة، ثم أمر بإحضاره. فلما مـَثـَل بین یدیه کلـّمه فأحسن الجواب ولم یضطرب من هیبته. فقال له ابن طولون:‏ ‏ هات الرسائل التی معک.‏ ‏ فاعترف له الرجل بأنه جاسوس، وأن الکتب معه ما أوصلها لیدبـّر أمره فی إیصالها، فوکل به حتى مضى وأُحضرت الکتب.‏ ‏ فقال أحدُ الخاصة لابن طولون:‏ ‏ أیها الأمیر، إن لم یکن هذا وَحـْیـاً فهو سحر.‏ ‏ فقال:‏ ‏ لا والله یا هذا، ما هو وحی ولا سحر، ولکنه قیاس صحیح. رأیتُ هذا الرجل على ما هو علیه من سوء الحال فأشفقتُ علیه، وعلمتُ أن مثله لا یصل إلى مثل ما بین أیدینا من الطعام. فأردتُ أن أسـُرّه بما أرسلتـُه إلیه، فما هشّ له ولا مدّ یدا إلیه. فنفر قلبی منه وقلت:‏ ‏ "هذا عینه ملأى وفی غنى عن هذا. هو جاسوس لا شک فیه". فأحضرته أحادثه، فازداد إنکاری لأمره لقوّة قلبه واجتماع لبـّه، وأنه لیس علیه من شواهد الفقر ما یدل على فقره. ‏ من کتاب "سیرة أحمد بن طولون" للبـَلـَوی.

الدلیـل علـى الله

قال رجل لجعفر الصادق: ‏ ‏ ما الدلیل على اللّه، ولا تَذْکُرْ لی العالَم والعَرَضَ والجوهر؟ فقال له: هل رکبتَ البحر؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ قال: هل عصفتْ بکم الریحُ حتى خفتم الغرق؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل انقطع رجاؤک من المرکب والملاّحین؟ ‏ ‏ قال: نعم. ‏ ‏ قال: فهل أحسّت نفسُک أن ثَمَّ من یُنجیک؟ ‏ ‏ قال: نعم. قال: فإن ذاک هو اللّه. من کتاب "ربیع الأبرار" للزمخشری.

الشجـرة

استودع رجلٌ رجلاً آخر مالاً، ثم طالبه به فأنکره. فخاصمه إلى إیاس بن معاویة القاضی، وقال:‏ ‏ دفعتُ إلیه مالاً فی الموضع الفلانی.‏ ‏ قال إیاس: ‏ فأیّ شیء کان فی ذلک الموضع؟‏ ‏ قال: شجرة.‏ ‏ قال:‏ ‏ فانطلق إلى ذلک الموضع، وانظر إلى تلک الشجرة، فلعلّ الله یوضِّحُ لک هناک ما تُبَیِّنُ به حقَّک. أو لعلک دفنت مالک عند الشجرة ثم نسیتَ، فتتذکّر إذا رأیتَ الشجرة.‏ ‏فمضى. وقال إیاس للمُطالَب بالمال:‏ ‏ اجلس حتى یرجعَ صاحبُک.‏ ‏ فجلس، وانشغل إیاس عنه بالنظر فی قضایا الناس، وهو ینظر إلیه بین الحین والحین. ثم التفت إیاس إلیه فجأة وقال:‏ ‏ تُرى هل بلغ صاحبک الآن موضع الشجرة؟‏ ‏ فأجاب الرجل:‏ ‏ لا أظن، فهی بعیدة.‏ ‏ فقال:‏ ‏ یا عدوّ الله، هات المال فقد أقررتَ على نفسک! ‏ من کتاب "المحاسن والمساوئ" للبیهقی.

الأسـد والخنزیـر

لما حاصر أبو جعفر المنصورُ ابنَ هبیرة، قال:‏ ‏ إن ابن هبیرة یُخَنْدِقُ على نفسه مثل النساء! ‏ ‏ فبلغ ذلک ابن هبیرة، فأرسل إلى المنصور:‏ ‏ "أنت القائلُ کذا وکذا؟ فاخرج إلیّ لتبارزنی حتى ترى."‏ ‏ فکتب إلیه المنصور:‏ ‏ "ما أجد لی ولک مثلاً فی ذلک إلا کأسد لقى خنزیراً، فقال له الخنزیر:‏ ‏ بارِزْنی!‏ ‏ فقال الأسد: ما أنت لی بکفء، فإن نالنی منک سوء کان ذلک عاراً علیّ وإن قتلتُک قَتَلْتُ خنزیراً فلم أحصل على حَمْد ولا فی قتلی لک فخر.‏ ‏ فقال له الخنزیر: ‏ ‏ إن لم تبارزنی لأعَرِّفَنَّ السباعَ أنک جَبُنْتَ عنی.‏ ‏ فقال الأسد: ‏ ‏ احتمالُ عارِ کَذِبِک أیسرُ من تلویث راحتی بدمک. ‏ من کتاب "حیاة الحیوان الکبرى" للنمیری.

تعریـف الغوغـاء

یُطلق "الغوغاء" على هؤلاء الذین لا عبرة بهم. قال الأصمعی:‏ ‏ والغوغاء الجراد إذا ماج بعضهم فی بعض. وبه سُمی الغوغاء من الناس.‏ ‏ وقال آخر: هم الذین إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم یُعرفوا.‏ ‏ ومن علاماتهم ما تضمنته حکایة الخطابی عن أبی عاصم النبیل. وذلک أن رجلاً أتاه فقال:‏ ‏ إن امرأتی قالت لی: یا غوغاء! فقلت لها: إن کنتُ غوغاء فأنتِ طالق ثلاثاً. فما عسای أصنع؟‏ ‏ فقال له أبو عاصم:‏ ‏ هل أنت رجلٌ إذا خرج الأمیر یوم الجمعة جلست على ظهر الطریق حتى یمرّ فتراه؟‏ ‏ فقال: لا.‏ ‏ قال أبو عاصم: لستَ بغوغاء، إنما الغوغاء من یفعل هذا. ‏ من کتاب "طبائع المُلک" لابن الأزرق.